"أسكن بجوار دار أيتام و في أحد المرات ذهبت إلي المنزل متأخرة فشاهدت من النافذة أحد المشرفين في الملجأ يتحرش بفتاة صغيرة بطريقة صعبة، نزلت مسرعة أصرخ و أبعدت الفتاة عنه فقال لي أنه ليس من شأني و أنه من يربيهم .
جلست لأتحدث مع الفتاة فقالت لي أنه أباها و من رباها، وأنها لاتدرك أن ذلك كان تحرش لأنه أباها علي رغم من أنها تفهم أنه خطأ أن يلمسها أحد بتلك الطريقة و لكن كانت تظن أنه مادام أباها من يفعل ذلك فلا بأس!"(قصة حقيقية)
أصبح التحرش منتشر بشكل يصعب تصديقه، ومع القصص المثارة مؤخراً تشجع العديد للإفصاح عن وجه المجتمع البشع؛ فمن المنتشر أن نسمع عن أقارب يتحرشون بأقاربهم، مدرسين، عمال السوبر ماركت و المحلات و غيرها من قصص التحرش و الاغتصاب البشعة التي تقشعر لها الأبدان.
وفي مدونتكم إدمان العافية قمنا بعمل استفتاء خاص بالتحرش، وعرفنا آراء العديد بخصوص تلك الظاهرة، وكيف نحمي أنفسنا و أولادنا منها.
من خلال الاستفتاء وجدنا أن:
- ١٠٠٪ من قاموا بهذا الاستفتاء قد تم التحرش بهم في مرحلة ما من عمرهم!
- ١٥٪ فقط دافعن عن أنفسهم أواتخذن رد فعل تجاه هذا الفعل.
- معظم تلك محاولات التحرش كانت بداية من سن ١٠ سنوات تقريبا، و ١١٪ أقل من ١٠ سنوات.
أولاً: أهم نقطة هي أن تكونوا أصدقاء لأولادكم:
أنا لا أدري كيف يقوى بعض الأهالي علي ضرب أولادهم و ترويعهم؟ هذا لا يربي إلا كائن ضعيف و خائف؛ فتاة ضعيفة ستصبح إمراة ضعيفة تخاف من البشر جميعاً، تضيع حقها وتلوم نفسها علي كل شئ، وفتي خائف و ضعيف في بيته سيصبح شابا مؤذيا؛ يأذي نفسه و من حوله بتصرفاته.
من أهم مسئوليات الأب و الأم أن يمدوا أطفالهم بالحنان والحب؛ حتي لا يضطروا أن يلجأوا لشخص آخر في أغلب الأحيان قد يضللهم، أو يضطروا إذا مروا بتجربة كتجربة التحرش أن يصمتوا و يصابوا بالأذي النفسي الشديد؛ خوفاً من الأهل؛ ظناً منهم أنه قد يكون خطئهم؛ فيضيعوا حقهم نتيجة لهذا التصرف!
ثانياً: من المهم جداً أن يتعلم الطفل رياضة يدافع بها عن نفسه كالكراتيه أو الجودو وغيرها من الألعاب التي تساعده علي أن يحمي نفسه من الآخرين.
وعليه أن يعرف أن جسده ملكه فقط، وألا يخجل من الدفاع عن نفسه، أوأن يقول لا، أو أن يصرخ و يفضح المتحرش بلا رحمة.
ثالثاً : تعليمات داخل المنزل:
- لا يجب أن ينام الأطفال بجانب بعضهم مهما كانت أعمارهم، و بعد عمر معين مثلا عشر سنوات يجب علي البنين أن يناموا في غرف منفصلة عن البنات.
- ممنوع أن يستحم الطفل مع أي حد سواء كان أخيه أوأمه أوأبيه ، وكذلك ممنوع أن يغير ملابسه أو يدخل الحمام أمام أحد، و علي الأم أن تعلم الطفل تلك المهارات في أقرب وقت.
- لاتجبروا الطفل علي أن يقبل أحدًا ، ممنوع أن يجلس علي حِجر أحد و ممنوع تماما التقبيل في الفم حتي للرضع . فغير أنه تصرف مقرف، فهو يصيب بالأمراض أيضاً.
- لا يبات الطفل عند أقاربه أو جيرانه و خاصةً لو كان هناك أولاد أو شباب أكبر منه سناً.
- لا ينزل الأطفال الأقل من ١٠ سنوات وحدهم إلي الشارع مطلقًا.
رابعًا : علي الأم و الأب أن يعلموا الطفل الفرق بين "اللمس الآمن " و "اللمس الغير آمن" و أن يعرفوا الطفل المناطق المعينة من جسده التي ممنوع علي أي حد لمسها. و أن يعلموا الطفل أن يدافع عن نفسه بدون خوف .
خامسًا : عند اختيار مدرسة الطفل أوسائقه أوما إلي ذلك عليكم دائماً أن تتحروا الأكثر أماناً لأطفالكم؛ فيفضل أن تختاروا الحضانات ذات الكاميرات الأونلاين، و أسألوا دائماً عن أخلاق من تختارونهم للعناية بأطفالكم ولا تلجأوا أن تتركوهم وحدهم إلا إذا كنتم مضطرين .
التحرش موضوع كبير لا ينتهي الكلام عنه، فدائماً احرصوا علي سلامة أولادكم واجعلوهم أصدقائكم وثقوا فيهم ولا تعنفوهم؛ فالعائلة هي الملاذ الآمن لأي طفل، والله أعطاكم هذه الأمانة فاحفظوها.
تعليقات
إرسال تعليق